مابعد الحوار..ماذا قالت النخب المشاركة في الجلسات الحوارية التي دعا إليها الرئاسي ؟!

تابعت صحيفة أصوات الجلسات الحوارية التي أعلن عنها و دعا إليها المجلس الرئاسي، وبدأ في عقدها يوم السبت 31 اغسطس 2019 لصياغة رؤية وطنية مشتركة، وقد استهدف بها ممثلين عن  كل من مجلس النواب ، قادة محاور عملية بركان الغضب، علماء الدين والحكماء و الشيوخ ، قطاع الرياضة، المرأة، الهيأة التأسيسية لصياغة الدستور، الشباب، المجلس الأعلى للدولة، عمداء البلديات، اضافة الى نخب وفعاليات سياسية و ثقافية و اجتماعية.  

و لمعرفة صدى هذه الجلسات استطلعت “صحيفة أصوات” آراء عدد من الذين شاركوا فيها عن فكرة عقد الجلسات الحوارية ، و كيفية تنظيمها و مدى تأثيرها في صنع القرار  و كانت اجاباتهم كما تم رصدها في اتصالات مباشرة معهم  

فكرة الحوار

وصفها عميد بلدية زوارة / فرحات أبو الشواشي بالجيدة و انهم خرجوا منها باتفاق على العودة إلى القاعدة الشعبية في كل مدينة وصولا إلى رؤية لعلها تكون ناضجة على المستوى البلدي و تخرج البلاد من الأزمة الحالية ، و قال الشواشي “بدورنا أجرينا لقاءات مع النخب الموجودة في زوارة بعد اللقاء الذي جرى مع الرئيس و خرجنا بنتيجة وضعناها في نقاط محددة لعلها تساعد الرئيس في اتخاذ القرار السياسي الملائم”.

من جهته قال عميد بلدية سرت مختار المعداني “هذه الجلسات الحوارية المجتمعية التي عقدها السيد فائز السراج ، مؤكد سيكون لها ردود فعل ايجابية كبيرة ، على صعيد الرأي العام المحلي أو الدولي المتابع للشأن الليبي بشكل خاص و الذي بدأ يقتنع أن الحل الحقيقي هو الحوار”

مضيفا “جميعا نعلم أن السيد السراج شخص مدني وايجابي وهادئ و يحب الحوار مع الآخرين وباعتبار أن البلديات منتخبة بطريقة شرعية وكان الحوار ايجابيا بيننا ، أوضحنا له ما المطلوب في هذه المرحلة وكيف يتم تفعيل القوانين المحلية لكي تكون ردودها ايجابية على المواطن الذي نمثله ”

أما رئيس منظمة محمد حمودة H 2 O فاعتبر التواصل مع القاعدة الشعبية فكرة مهمة ، ومشاركة المواطنين في صنع القرار تعتبر وحدة من سمات أية دولة ديمقراطية ، ومبادرة الرئاسي بخصوص دعوة الشباب من المجتمع المدني ومن جهات مختلفة اعتقد أنها خطوة موفقة من حيث مبدأ  المشاركة حسب رأيه.

انشراح بن طابون طالبة دراسات عليا علقت بأنها اعجبتها فكرة اشراك الشباب في صناعة القرار بسماع أفكارهم والاهتمام بها  ، و لكنها تعتقد أن الجلسات لن تثمر بسبب خلط فئات مختلفة تمتلك رؤية مختلفة ، مع وجود صراع خفي داخل أعضاء الحكومة .

في حين قال عضو المجلس الأعلى للدولة /موسى فرج “إن توجه المجلس الرئاسي لإجراء هذه الجلسات التشاورية مع طيف واسع من المؤسسات السياسية وغيرها من النخب والمهتمين بالشأن العام, خطوة في الاتجاه الصحيح, وقد طرحت كثير من الأفكار وكلها تصب في ضرورة قيام الليبيين بصياغة خطة أو خارطة طريق تخرج البلاد من الأزمة الحالية، وتبعد شبح المخاطر الجمة التي تستهدف الوطن” مشيرا إلى أن هناك اجماع على ضرورة بناء دولة مدنية تقوم على العدل و ضمان الحقوق والحريات وتتسع لكل أبناء الوطن بدون إقصاء.

من جانبها أوضحت عضو المجلس الاعلى للدولة / ماجدة الفلاح  أن المجلس الأعلى للدولة بصفته أحد الأجسام الثلاثة المنبثقة عن الاتفاق السياسي “المجلس الرئاسي ومجلس النواب و مجلس الدولة” فهو يتحمل المسؤولية في اخراج البلاد من الأزمة التي تمر بها ، وعلى هذا الاساس  كان لابد من مشاورات بين هذه الأجسام الثلاثة ، وجاءت هذه الخطوة التي وصفتها بالجيدة للوصول إلى رؤية أقرب إلى الواقع ، واعتبرت الفلاح توسيع دائرة اللقاءات والحوارات حتى مع أطراف أخرى يعتبردعما للمجلس الرئاسي لاتخاذ القرارات خاصة  فيما يتعلق بالمختنقات التي تعاني منها الدولة وأيضا ترتيب الأولويات وتحليل موقف المجتمع الدولي”

نائب رئيس دعم وتمكين المرأة بالمجلس الرئاسي / حنان الفخاخري وصفت اللقاء بالجميل قائلة “جميل جدا أن تستمع الحكومة للنخب والأطياف المختلفة في آرائها بدل الاكتفاء بالرؤية الواحدة و المتمثلة في شخص الرئيس فقط”

أما الناشطة المدنية ومديرة المنظمة الدولية لحقوق المرأة / مبروكة بسيكري فقالت “أول ما وصلتنا الدعوة (غيمنا منها) لأننا نحن دائما عندنا أحكام مسبقة ، نتيجة ما نسمعه من الرأي العام عن الاخرين ” وقبل أن تبدي موافقتها او رفضها للدعوة قالت إنها سارعت لصلاة ركعتي استخارة ، ثم رتبت افكارها ، و حددت ماذا ستقول فيما تم عرضه عليها ثم ذهبت للمشاركة.

مدى التأثير

قال عميد بلدية زوارة فرحات أبوالشواشي “هذه الجلسات ليس بالضرورة يكون لها تأثير مباشر، لكن أي لقاء وأي تشاور دائما يكون لديه نتائج جيدة على الأقل يوضح لنا كثير من الأمورالغائبة عنا وخاصة أن الرئيس اجرى عدة لقاءات مع  فئات ونخب لمعرفة افكارها باعتبارها تمثل الفئات التي تنتمي إليها ، فلعلهم بذلك يساهمون في وضع خارطة طريق “

و رأى عميد بلدية سرت مختار المعداني انه لا حل يبدو في الأفق للازمة الليبية إلا بالحوار والنقاش الهاديء ، والجلوس مع الأخر للخروج برؤية مجتمعية واضحة ، يتحدث فيها الجميع أن ليبيا لكل الليبيين مثل ما حدث في مؤتمر السلام الذي عقد في سرت سنة 1922 كانت كل القيادات الليبية موجودة بقيادة شيخ الشهداء عمر المختار الذي أسس تلك المرحلة على روح التعاون.

نائب رئيس دعم وتمكين المرأة بالمجلس الرئاسي / حنان الفخاخري: اعتقد ستكون النتيجة عملية لأن الرئيس استمع للآراء وللحقيقة كما هي على الأرض ومتابعة كل ما يدور حول الوضع الحالي في ليبيا.

  محمد حمودة منظمة H2O : هذه اللقاءات مجرد مرحلة من المراحل “عمرها ما يكون ليها نتيجة على ارض الواقع” فهي إشراك اكبر شريحة ممكنة وكل ما تم إشراك ناس أكثر كل ما عبرت عن وجهة نظر الشارع و ما يريده الشارع .

عضو المجلس الأعلى للدولة /موسى فرج: لا شك أن تحقيق هذا الهدف ليس سهلا وستواجهه عقبات من تدخلات وإطماع أجنبية وأفكار تنتمي للماضي ولكنني أثق في قدرة أبناء الوطن على تجاوز الواقع الحالي بكل ما فيه من آلام ، وبناء الدولة التي طالما حلموا بها وقدموا في سبيلها تضحيات جمة ، ونأمل أن نتمكن من صياغة هذه الرؤية لتكون حاضرة أمام كل الليبيين.

الناشطة المدنية ومديرة المنظمة الدولية لحقوق المرأة / مبروكة بسيكري: كل هذا الكلام اذا كانت فيه مصداقية أكيد سيكون فيه تغيير، ولكن بعد اللقاء رأينا قرارات التعيينات في الخارجية مما يعني انه كانت هناك ردة فعل عكسية ، فأنا طلبت من الرئيس أن يلتقي بالقاعدة الشعبية و هي الناس التي في الميدان و التي تدعم “بركان الغضب” ، ووعد انه سيلتقي بهم خاصة قائلا “نحن قلبا وقالبا مع الثوار”.

عضو المجلس الاعلى للدولة / ماجدة الفلاح: تأثيرها يكمن في كيفية  بلورة رؤية واضحة من كل هذه اللقاءات والمشاورات التي تمت والخروج برؤية تعبر عن أغلبية المشاركين فيها وخاصة أنهم يمثلون فئات مختلفة، حاليا نحن في انتظار الخطوة التالية من المجلس الرئاسي في أن يطبقها عمليا على ارض الواقع حتى يطمئن ويعزز الثقة في من شارك فيها لان ذلك يعني أن آراءهم كانت ذات أهمية و تم أخذها بعين الاعتبار.

كيفية التنظيم

محمد حمودة منظمة H2O: قال تمنيت لو كان التنظيم أفضل حتى نستفيد من كل الآراء والخروج فعلا بتقارير واضحة ومحاضر اجتماعات واضحة ، فنجاح هذه اللقاءات من عدمه يعتمد على فكرة التنظيم والتنسيق لها ومدى جدية القائمين عليها ، والجلسة معنا كانت مطولة بزمن 4 ساعات وهذا الوقت مؤشرعلى إلا إن هناك جدية ، والمجلس الرئاسي طرف من أطراف الأحداث الواقعة اليوم ، بل من الأطراف القوية و استماعه لنا قد يأتي بنتائج ، و لكن السؤال ما هي النتيجة ” أما عن التفاعل فقد اوضح قائلا ” مثل هذه اللقاءات أحيانا تحتاج لأن تكون بشكل مختلف مما حدث من ناحية توزيع الكلمات وإدارة الوقت ، وهذه أمور فنية لا علاقة لها بالفكرة العامة واعتقد لو كان فيه “عتب حيكون من هذا الجانب”

انشراح بن طابون طالبة دراسات عليا: اختيار بعض الفئات يصب لتغليب وجهات نظر الحكومة في الاجتماعات مما يجعلها تسير في خط فئة قليلة من المتعصبين بناءا على سيطرتهم على منحى الاجتماع ، مثلما حدث معنا في اجتماع الشباب.

الناشطة المدنية ومديرة المنظمة الدولية لحقوق المرأة / مبروكة بسيكري: كانت المقابلة جيدة والتحاور و الحوار منظم والنقاش كان جيدا حتى انه اثر كثيرا في تغيير وجهة نظري وكما يقال (ليس السمع كالعيان)

اترك ردا

لن يتم عرض بريدك الالكتروني.