جمع أغطية عبوات المياه من مكبات النفايات والطرقات، ظاهرة جديدة انتشرت في الآونة الأخيرة بمدينة طرابلس بين الأسر الليبية، واصبحت حديث جميع المواطنين في المقاهي ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى باتت تشكل تنافسا بين الكبار و الصغار طمعاً في كسب القليل من المال.
هذه الظاهرة أصبحت واضحة على مسمع ومرأى الجميع، فقد انتشرت خاصة في المقاهي والمطاعم وأماكن وضع النفايات، حيث تلاحظ الأطفال والشباب يجمعون العبوات الفارغة والكرتون، وأيضا تلاحظ عمال المقاهي يجمعون هذه الاغطية بمقابل مادي قد طلب منهم أحد التجار القيام بذالك.
صحيفة -أصوات التقت مع المواطن أحمد (38 عاماً) من سكان مدينة طرابلس، وهو أحد الشباب الذين يقومون بجمع العبوات الفارغة من صناديق النفايات، وسألته هل تجد صعوبة في جمع العبوات وكم تستغرق من الوقت لجمع الكمية المطلوبة.
وأجاب أحمد “في البداية كنت لا أجد صعوبة في جمعها، ولكن بعد انتشار هذه الظاهرة وأصبح الجميع “يبزنس”- فيها صار الأمر معقداً قليلاً ، وأضاف “حتى يقوم التجار بشراء العبوات يجب أن نوفر الكمية المطلوبة وهي كيلو على الأقل بسعر 50 قرشاً”.
50 قرشا للكيلو
وتحدثت صحيفة -أصوات مع مدير الإدارة التجارية بشركة “أكسجين” محمد خماج لمعرفة أنواع المخلفات المطلوبة والكميات المستهدفة، إذ قال “إننا في البداية كنا نشتري جميع أنواع الكرتون بسعر 40 قرشاً للكيلو الواحد، ومن ثم عملنا على توسيع العمل وبدأنا بشراء العبوات البلاستيكية الفارغة بــمبلغ 50 قرشاً للكيلو الواحد، والنايلون بـــ 60 قرشاً”.
أما بالنسبة للكميات المستهدفة، أوضح خماج أن كمية الشراء تتجاوز على سبيل المثال في اليوم الواحد أكثر من أربعة آلاف كيلو جرام.
خطة تصنيف
رئيس بلدية طرابلس المركز عبد الرؤوف بيت المال، أرجع ظاهرة انتشار جمع المواد البلاستيكية بشكل كبير وسريع بالمدينة، إلى عدم قدرة البلدية في تقديم خدمات تنافس القطاع الخاص، مشيرا إلى أن البلدية تسعى للاستفادة من هذه المواد للاعتماد عليها كمصدر تمويل ذاتي، لكن الأمر يحتاج إلى امكانيات كبيرة.
وأكد بيت المال على تشجيعه للقطاع الخاص وأصحاب المشاريع الصغيرة، في تجميع المخلفات العضوية، كالورق والبلاستيك والنايلون والاستفادة منها، كاشفاً في حديثه للصحيفة أن البلدية تعمل على إعداد خطة ستطبق على مستوى جميع المدارس هذا العام، تهدف إلى تعليم الطلاب آلية تصنيف النفايات.
ويتفق خماج مع بيت المال على أن السبب وراء انتشار هذه الظاهرة هو ضعف عمل الجهات المختصة، الذي ترك المجال مفتوح أمام المواطنين للإتجار بها، ونحن كاصحاب مشاريع صغيرة نشتري من أي جهة لاننا متعاقدين مع شركات أجنبية.
وبين مدير الإدارة التجارية بشركة أكسجين، أن شركته تسعى إلى توفير آلات جديدة لإعادة عمليات التدوير والفرز داخل ليبيا، حتى يتسنى لنا توفير الورق وأكياس النايلون المستخدمة خدميا أو رزاعيا للمستهلك داخل ليبيا بدلا من استيرادها من الخارج.
ويقول مدير إدارة التخطيط بشركة الخدمات العامة طرابلس ميلود المبروك إن ظاهرة جمع المخلفات المنتشرة حالياً، سهلت على الدولة في تقليل حجم النفايات، وعملت على خلق فرص عمل للمواطنين واستفادة أصحاب مصانع إعادة التدوير.
وأوضح المبروك أن عملية جمع المخلفات تجري الآن بطرق غير منظمة، مطالباً الأجهزة المعنية بالدولة أن تساعد في توفير أماكن مخصصة لفرز هذه المخلفات، إضافة إلى العمل على توعية المواطنين من هذه المخلفات، كونها تحتوي على مواد مشعة ومخلفات طبية وخطيرة.
تحذيرات ونصائح
بدورها، حذرت اخصائية الأسرة الدكتورة آمال غراري من ظاهرة البحث في مكبات النفايات، موضحة أن الشخص عندما يقوم بالبحث داخل النفايات، من الممكن أن يصاب ببعض الأمراض التي تنقتل بالدم، جراء تعرضه لوخزة إبرة انسلوين على سبيل المثال، يكون صاحبها حاملا لفيروس، إلى جانب العديد من الأمراض البكتيرية.
وحثت الاخصائية الأشخاص العاملين بهذا المجال على ارتداء قفازات مخصصة لهذا العمل، وزي خاص وكمامات، واستخدام بعض الأدوات المخصصة لهذا العمل.