إلى أن يأذن ديوان المحاسبة… تستمر طريق الموت في درج بحصد أرواح عابريها
تقرير /أصوات/ خاص
ترتبط بلدية درج مع بلديتي نالوت وغدامس بطريق (يتيمة) متهالكة طولها 40كيلو متر ، يستخدمها عابروها للوصول الى قرية سيناون أحدى قرى البلدية ، وهم يتوقعون أسواء الاحتمالات، بناء على ما يسمعوه ويشاهدوه من حوادث
مـأساوية سابقة ولاحقة تقع عليها.
بالامس تنادى عدد من شباب سيناون في محاولة لتقليل مخاطر الطريق و ازاحة ما استطاعوا عليه سبيلا لتخفيف مصادر الخطر على حياة المواطنين العابرين من هذه الطريق ، و يبقى الحل مؤقتا لا يجدي كثيرا.
ولمعرفة المزيد اتصلت صحيفة أصوات برئيس منظمة درج للاعمال الخيرية السيد “ميلود سالم” فقال: عشرات الارواح ازهقت وعشرات المركبات اتلفت وحالات اجهاض و ولادة لعشرات المواليد حدثت لامهات حاولن انقاذ حياة
مواليدهن ، واللجوء إمّا الى مستشفى غدامس الذي يبعد عن درج مسافة 200كيلو أو نالوت مسافة 470 كيلو.
أخف الاضرار
وكمحاولة بسيطة اضطررنا لتحويل أحدى المدارس تتكون من طابقين إلى مستشفى وبمجهودات أبناء درج حاولنا تجهيزه وتوفير ما نحتاجه من خلال ما يتبرع به الخيرون من الليبيين .
المهندس “فوزي السباعي” أحد المهتمين والمشرفين على طريق سيناون قال: بعد قطع 50 كيلومتر من نالوت يدخل المسافر لبلدة سيناون عبر طريقها المأساوية،والتي ازدادت خطورتها بتكدس الرمال عليها مما تسبب في وقوع 8
حوادث خلال 40 يوم توفى فيها 4 اشخاص في ذات المكان أحدهم شاب في ربيع العمر توفي ثاني أيام عيد الفطرالمبارك.
كرواتيا كانت هنا
سنة2009 استلمت شركة كرواتية ملف خارطة وصيانة طريق سيناون وسنة 2011 رحلت الشركة و بقيت الطريق كما هي عليه ترابية ومدمرة ،تسجل يوميا على اسفلتها المتهالك حالات ولادة واجهاض ووفيات قبل وصولها لاقرب
مستشفى في يفرن أو نالوت أو غدامس .
فرحة في الريح
وفي خطوة توقعناها مفرحة كلفت حكومة المؤقتة احدى الشركات بتولي عملية تسوية الطريق ، وبعقد قيمته 500.000دينار فزادتها دمارا وقطعت سيناون عن العالم خاصة عند سقوط الامطار.
خلو الذمة والضمير
قمنا بعدة مساع وبقدر المستطاع عملنا لازالة اكوام الرملة التي تكدست أكثر من قبل ، وحاولنا التواصل مع الجهات المسؤولة (خالية الذمة والضمير) ومنها وكيل بلدية درج رغم يقيننا بعلمه التام بالامر و مروره شبه يوميا من هذه الطريق كما تواصلنا مع العميد ولكن لا حياة لمن تنادي ، فالعميد لم يزرنا الا مرة واحدة فقط طيلة سنة ونصف تقريبا من انتخابه.
الحل المؤقت هنا والملايين هناك
سعى عضو المجلس البلدي “ايمن كريدغ” و عميد بلدية غدامس “قاسم المانع” والتقيا مع المهندس “ميلاد معتوق” وزير المواصلات بحكومة الوفاق الوطني والذي كان واضحا وقال انه ينتظر توقيع رئيس المجلس الرئاسي ، وتم التوقيع من قبل السيد فائز السراج على عقد بقيمة 26 مليون دينار لصالح شركتين محليتين لصيانة الطريق .
في ديوان المحاسبة
وتحول الاجراء الى ديوان المحاسبة منذ شهرين ، والى اليوم لم نر أي بوادر فرج بالخصوص رغم ان الشركتين أكدتا استعدادهما و جاهزيتهما الكاملة للبدء في العمل وانقاذ حياة و ارواح المواطنين سواء عابرين أو مقيمين ، ومازلنا الى اليوم كل الحالات حتى الجثامين التي تحتاج الى تشريح ننقلها الى مستشفى يفرن في سياراتنا الخاصة .