بين الإحتياج للأخر والأكتفاء بالذات

بين الوضوح والغموض
بين الظهور والتخفي
بين الإحتياج للأخر والإكتفاء بالذات
بين المقولات المتفشية سمعيا وبصريا
بين حقيقة ذواتنا التي تنبض شوقا للتفاعل
بين المسافة الحقيقية والمسافة القلبية
بين وضوح لقرب قلبي وغموض لإضطراب قلبي
بين اختيار من نكشف عن ذواتنا معهم
و حقيقة ذواتهم التي تكشف أو تحجب عنا عمدا أو تلقائيا
بين حقيقة الوضوح وادعائه وبين ستر الغموض وماورائه
قد يكون البعض واضحا أو مدعيا للوضوح لكسب الثقة والتلاعب وقد يلعب البعض لعبة الغموض للإثارة أو للتلاعب كذلك، وفي تحليل بعيد لدافع الغموض المتعمد هو دافع الوضوح ذاته لكن بطريقة مختلفة إما لإستقطاب الأخر بإستفزاز فضوله عمدا أو كعادة معتادة لكسب الإنتباه أو التلاعب به، فنحن كائنات مخلوقة للتفاعل الإجتماعي ورؤية ذاتها عبر الأخر ومن خلاله.

وفي هذه المقالة سأسلط الضوء على فكرة العزلة والوحدة والإكتفاء بالذات، فالذين ينادون بالوحدة والعزلة والإكتفاء لا وجود لمعنى في هذه المعاني مطلق، والفهم لدى بعض العامة ينصب على المعاني المطلقة التي لايمكن بأي حال تطبيقها وهم غالبا يدمرون تركيبتهم الأصلية بإدخال معلومات معقدة تعيق تفاعلهم الطبيعي ، فالوحدة المطلقة التي يتصورها البعض كنظام حياتي تفصيلي غير قابلة للتطبيق سوى كخلوة روحية لفترة محدودة، أما العيش بمفردك نفسيا أو عمليا دون تفاعل هو نظام خيالي مهتريء يقود النفس للإضطراب واليأس وتعمم صورة قاتمة للوجود لتبرير انعدام التفاعل وعدم القدرة على التكيف والرضا بماهو واقع ، وفي تصوري نحن أمة وسط نحتاج في كل أمرنا للوسطية بين الوضوح الإنتقائي والغموض المعقلن وبين التفاعل مع الآخر وبين الخلوة مع الذات لوقت محدد كي تكون الحياة في سياقها الطبيعي..

بقلم | أمل صبري 

اترك ردا

لن يتم عرض بريدك الالكتروني.