الفساد.. الفيروس الذي يتهدد ليبيا

في عصر الكورونا، لا يمكن الحديث عن تهديدات تواجه البشر، أكبر من هذا التهديد، فعالمنا أصبح مترابطا بشكل غير مسبوق، وهو ما يزيد من فرص انتقال العدوى بمثل هذه الأمراض الفيروسية كانتشار النار في الهشيم.

 

وليبيا التي تعاني ما تعانيه ليست بعيدة عن هذا العالم، فهي تقع في القلب منه، بيد أن ما يواجهها أدهى وأمّر، فنحن اليوم نستمع للشعب الذي ضاق ذرعا بمعاناة غير مسبوقة، وأوضاع ليس لحدوثها مبرر دون وجود الفيروس الذي يهدد ليبيا، إنه فيروس الفساد دون أدنى شك.

 

الفساد الحاصل في ليبيا الذي وصفه رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا السابق غسان سلامة بالهدر، فما يحدث هو أهدار للمال العام، إهدار لمصلحة الشعب، استهتار بكل القوانين والأخلاق، فتجد أن فئة بسيطة جدا في البلاد شرقا وغربا تواصل الإثراء على حساب الشعب بأكمله.

 

أما عن الخدمات الأساسية التي تقدم للمواطنين، فحدث ولا حرج، الكهرباء تكاد تكون غير موجودة، الماء انقطاعات متكررة لعدة أسباب، المصارف شبه خالية من الأموال، فشل ذريع في إدارة أزمة كورونا مع ارتفاع عدد الحالات المسجلة في البلاد إلى أكثر من 12 ألفا، كل هذا دون إغفال السياسة النقدية الفاشلة التي يتبعها مصرف ليبيا المركزي وعدم قدرته على الحفاظ على قيمة العملة الليبية.

 

هذا الفساد يأتي ليزيد المعاناة بعد حرب ضروس شُنّت على طرابلس من قبل قوات حفتر واستمرت لأكثر من عام وأدت إلى تدمير ألاف المنازل والبنية التحتية وتسببت في نزوح مئات الألاف وقتلى وجرحى بالألاف.

 

الفساد في ليبيا يواصل عبثه بمقدرات الأمة، وهذا ما يجعل من خروج المواطنين في مظاهرات حاشدة في غرب البلاد وجنوبها ووسطها أمرا في غاية الأهمية، لأنه ساهم في تحريك المياه الراكدة للمسؤولين المتحكمين في مصائر العباد، ودفع نحو مزيد من العمل مع ضرورة تقديم كل من أخطأ للقضاء لأن ذلك من أهم فرص استثمار حراك الشباب الجاري الأن.

 

الصحفي | رأفت بالخير

اترك ردا

لن يتم عرض بريدك الالكتروني.