أغطية عبوات المياه.. مشروع اقتصادي ولكن..!

جمع “أغطية عبوات المياه” بطرابلس ، ظاهرة انتشرت في طرابلس منذ أكثر من سنتين تقريبا ، حيث تجد الكثير من الناس يهتمون بجمع أغطية عبوات المياه و الحصول على أكبر كمية منها .

جمع أغطية عبوات المياه من مكبات النفايات والطرقات، ظاهرة جديدة انتشرت في الآونة الأخيرة بمدينة طرابلس بين الأسر الليبية، وأصبحت حديث جميع المواطنين في المقاهي ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت تشكل تنافسا بين الكبار و الصغار طمعاً في كسب القليل من المال.

الأطفال والشباب يجمعون العبوات الفارغة والكرتون، وأيضا عمال المقاهي يجمعون هذه الأغطية بمقابل مادي قد طلب منهم أحد التجار القيام بذلك.

صحيفة -أصوات التقت مع المواطن أحمد (38 عاماً) من سكان مدينة طرابلس، وهو أحد الشباب الذين يقومون بجمع العبوات الفارغة من صناديق النفايات، وسألته هل تجد صعوبة في جمع العبوات وكم تستغرق من الوقت لجمع الكمية المطلوبة.

 وأجاب أحمد “في البداية كنت لا أجد صعوبة في جمعها، ولكن بعد انتشار هذه الظاهرة وأصبح الجميع “يبزنس”- فيها صار الأمر معقداً قليلاً .

50 قرشا للكيلو

وأضاف “حتى يقوم التجار بشراء العبوات يجب أن نوفر الكمية المطلوبة وهي كيلو على الأقل بسعر 50 قرشاً”.

وتحدثت صحيفة -أصوات مع مدير الإدارة التجارية بشركة “أكسجين” محمد خماج لمعرفة أنواع المخلفات المطلوبة والكميات المستهدفة، إذ قال ” في البداية كنا نشتري جميع أنواع الكرتون بسعر 40 قرشاً للكيلو الواحد، ومن ثم عملنا على توسيع العمل وبدأنا بشراء العبوات البلاستيكية الفارغة بــمبلغ 50 قرشاً للكيلو الواحد، والنايلون بـــ 60 قرشاً”.

أما بالنسبة للكميات المستهدفة، أوضح خماج أن كمية الشراء تتجاوز على سبيل المثال في اليوم الواحد أكثر من 4000 كيلو جرام.

 خطة تصنيف

عميد بلدية طرابلس المركز عبد الرؤوف بيت المال، أرجع ظاهرة انتشار جمع المواد البلاستيكية بشكل كبير وسريع بالمدينة، إلى عدم قدرة البلدية على تقديم خدمات تنافس القطاع الخاص، مشيرا إلى أن البلدية تسعى للاستفادة من هذه المواد للاعتماد عليها كمصدر تمويل ذاتي، لكن الأمر يحتاج إلى إمكانيات كبيرة.

وأكد بيت المال على تشجيعه للقطاع الخاص وأصحاب المشاريع الصغيرة، في تجميع المخلفات العضوية، كالورق والبلاستيك والنايلون والاستفادة منها، كاشفاً في حديثه للصحيفة أن البلدية تعمل على إعداد خطة ستطبق على مستوى جميع المدارس هذا العام، تهدف إلى تعليم الطلاب آلية تصنيف النفايات.

ويتفق خماج مع بيت المال على أن السبب وراء انتشار هذه الظاهرة و هو ضعف عمل الجهات المختصة، الذي ترك المجال مفتوحا أمام المواطنين للاتجار بها، وقال “نحن كأصحاب مشاريع صغيرة نشتري من أية جهة لأننا متعاقدين مع شركات أجنبية.”

إعادة تدوير

وبين مدير الإدارة التجارية بشركة أكسجين، أن شركته تسعى إلى توفير آلات جديدة لإعادة عمليات التدوير والفرز داخل ليبيا، حتى يتسنى لهم توفير الورق وأكياس النايلون المستخدمة خدميا أو زراعيا للمستهلك داخل ليبيا بدلا من استيرادها من الخارج.

 ويقول مدير إدارة التخطيط بشركة الخدمات العامة طرابلس ميلود المبروك إن ظاهرة جمع المخلفات المنتشرة حالياً، سهلت على الدولة تقليل حجم النفايات، وعملت على خلق فرص عمل للمواطنين واستفادة أصحاب مصانع إعادة التدوير.

وأوضح المبروك أن عملية جمع المخلفات تجري الآن بطرق غير منظمة، مطالباً الأجهزة المعنية بالدولة أن تساعد في توفير أماكن مخصصة لفرز هذه المخلفات، إضافة إلى العمل على توعية المواطنين في التعامل معها ، كونها تحتوي على مواد مشعة ومخلفات طبية وخطيرة.

تحذيرات ونصائح

بدورها، حذرت أخصائية الأسرة الدكتورة آمال غراري من ظاهرة البحث في مكبات النفايات، موضحة أن الشخص عندما يقوم بالبحث داخل النفايات،من الممكن أن يصاب ببعض الأمراض التي تنقل بالدم، جراء تعرضه لوخزة إبرة أنسولين على سبيل المثال، يكون صاحبها حاملا لفيروس، إلى جانب عديد الأمراض البكتيرية.

وحثت الأخصائية الأشخاص العاملين بهذا المجال على ارتداء قفازات وزي خاص وكمامات، واستخدام بعض الأدوات المخصصة لهذا العمل.

اترك ردا

لن يتم عرض بريدك الالكتروني.