تكدس القمامة بطرابلس بين الوعود ونقص الإمكانيات

تنامت في العاصمة طرابلس مؤخرا أزمة القمامة وانتشرت روائحها الكريهة، بعدما فشلت الجهات المعنية و المجلس البلدي طرابلس، على إيجاد حل لجمعها، مما أدى إلى إرتفاع أكوام القمامة في الشوارع.

ويرجع بعض سكان المدينة أن عملية التنظيف وجمع القمامة إلى المجالس البلدية، وأن المسؤولية تقع على عاتقهم، كون البلديات هي نظام إداري الأقرب إلى المواطن.

وحول معرفة التخصصات والدعم المخصص للنظافة والخدمات العامة، اوضح عميد بلدية طرابلس عبد الرؤوف بيت المال “أن البلديات لا تأخذ أي تمويل أو دعم في هذا المجال، وليس من اختصاصنا جمع القمامة، وهي اختصاص أصيل تتحمل مسؤوليته شركة الخدمات العامة”.

وأضاف بيت المال أن شركة الخدمات العامة تعاني العديد من المشكلات منها، مشاكل في التعاقدات وفي المرتبات والعمال النظافة، مما يجعلنا نفكر جدياً في وضع حل لإنهاء هذه المعاناة.

مخصصات قليلة

من جهته، أفاد المهندس بشركة الخدمات العامة عدنان كشادة ، بأن الأمر يعود إلى وزارة الحكم المحلي، حيث أن مخصصات شركة الخدمات العامة لا تكفي لطرابلس الكبرى، وأن طرابلس تعطى لها مخصصات إحتياجات عام 2006 والتي كان بها 1.2 مليون نسمة، وليست مخصصات إحتياجات لأكثر من 2 مليون نسمة بعد موجات النزوح التي شهدتها طرابلس.

بدوره، أكد المستشار بوزارة الحكم المحلي عز الدين مرشان أن شركة الخدمات العامة تسيل لها مخصصاتها بشكل طبيعي واعتيادي، والذي كان آخره نحو 106 مليون دينار ليبي منذ عام،

وفيما يتعلق بنزوح المواطنين فهذا صحيح فالشركة تأخذ 18٪ من نسبة المخصص العام للنظافة على مستوى الدولة وهذا بحسب اخر تعدد سكاني و المقدم في 2006 من قبل هيئة الاحصاء والتعداد.

مشاكل وعراقيل

وأشار كشادة إلى أن بند المرتبات لا يغطي التزامات الشركة بشكل كامل، بالإضافة إلى وجود عراقيل في التزود بالوقود و شراء قطع غيار السيارات الخاصة بالشركة.

وبين كشادة في حديثه أنهم يواجهون صعوبات كبيرة بالتعامل مع المواطن، قائلا “المواطن لا يساعد الشركة لتقديم خدامتها، واحيانا نجد مكب قمامة أمام مدرسة أو مكان آخر غير مخصص لوضع القمامة، ناهيك عن عدم تقيدهم باستعمال الأكياس المخصصة لذلك، وعدم التقيد بأماكن ومواعيد وصول سيارات الشركة”.

وأكد عز الدين مرشان المستشار بوزارة الحمكم المحلي أن النزوح إلى طرابلس ونقص الايادي العاملة الوافدة التي تعتمد عليها شركة الخدمات العامة وارتفاع الاسعار كلها امور مرتبطة، مما يعيق عمل الشركات التابعة للوزارة وقيامها بمهامها.

مدرسة

وعود مرتقبة

من جانبه، وعد عميد بلدية طرابلس المركز بتنفيذ خطة خلال الأشهر القليلة المقبلة تتعلق بهذا الشأن، موضحا أن المجلس لديه عدة أفكار منها التعاقد مع شركات أو فتح شركات خاصة أو توفير عمال نظافة، رافضاً الإدلاء بأي تفاصيل أخرى في هذا الوقت.

فيما أكد كشادة أن شركة الخدمات العامة بدأت بالفعل منذ فترة بإعداد خطة لاستقبال فصل الشتاء، وأن العمل سيكون حسب الإمكانيات المتوفرة لدى الشركة.

ووعدت وزارة الحكم المحلي بحكومة الوفاق الوطني، بدعم الشركات العاملة لتخفيف من المختنقات التي يعانوا منها، والسعي أيضاً لزيادة مخصصاتها المالية وفق النسب الصحيحة لتعداد السكان، وفق ما صرح به مرشان.

 يشار إلى أن شركة الخدمات العامة بطرابلس، تتولى جمع القمامة وتنظيف الشوارع العامة وبلوعات تصريف مياه الأمطار وتقليم الأشجار والعناية بالحدائق العامة، وإظهار المدينة بمظهر جميل.

اترك ردا

لن يتم عرض بريدك الالكتروني.