الكوني للسراج وعقيلة وحفتر والمشري: أناشدكم من أجل ليبيا أن تجلسوا وتتحاورو
ناشد نائب رئيس المجلس الرئاسي المستقيل “موسى الكوني” في رسالة ومناشدة باسم ليبيا، إلى كل من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح وقائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، بأن تجلسوا وتتحاور.
وقال الكوني، فلنجلس معاً على مائدة حوار تجمع الليبيين ولننتصر بالوطن للوطن، للمواطن، لعمر المختار, ولكل شهيد. استحلفكم بالله أن نفعل ذلك من أجل ليبيا.
وأضاف “لو كان بمقدور أي طرف أن ينهي الآخر، لتحقق ذلك منذ مدة، لكن ذلك مستحيل، فلماذا توطين الخسارة المستمرة، والخناق الموجع على البلاد، متسائلا ماذا سنخسر لو التقينا، وبحثنا اليد في اليد، عن حل ليبي خالص لوجه الوطن. بعيداً عن حلول الخارج، أو تراضيهم بشأننا، وقد جعلوا من قضية ليبيا أحجية، ومتاهة، أضاعونا وأضاعوا البلد خلالها”.
وتابع أنه كان الأجدر أن نوظف كل هذه الإسهامات الجبارة التي صارت حكراً على الحرب والدمار وتصفية الحسابات، باتجاه قواسمنا المشتركة، القاضية بذاتها على كل خلاف قد تنصبه الظروف بيننا.
وأكد في رسالته، قائلا “أمس غادرت المشهد السياسي لأسباب أوضحتها حينها، ولقناعة لم تساورني بشأنها ذرة ندم، وقد كانت مرجعيتي في ذلك، أن ترك المنصب يصبح فرض عين، إن لم يوفر الفرصة لإحداث الفرق”.
وأضاف أنه عاد اليوم كمواطن ليبي، أفزعه ما وصل إليه حال البلاد، لأقول بكل زهد في السلطة، لأصحاب الفخامة، والمعالي، والسيادة، ولكل مسؤول وفاعل، سياسي أو عسكري: إني أناشدكم باسم الثكالى والأرامل، وكل من فقد عزيزا، باسم الشهداء الأبرار، باسم كل مواطن يتوق للأمن والحياة الكريمة، أناشدكم من أجل ليبيا، أن تجلسوا وتتحاوروا، وتبحثوا عن مخرج لتفكيك الأزمة، وإنهاء الصراع، وطي الخلافات وإن كبرت، من أجل وطن يجمع، وتراب يصون ويُصان.
وتابع أن هذه الرسالة ليست من أجل الصراخ دون استجابة لا أريدها صرخة من غير سامع، أو مادة للتفاعلات المتذاكية والمسطحة، بل لاستشعار خطورة الموقف وقتامة المآلات، «استهلكنا بإسراف كل تعابير التحذير وندب الحظ وخيبة المسعى، ورغم أن الحديث عن الحوار والمصالحة يبدو صعباً وشائكاً وسط ضجيج المصادمات، وقعقعة السلاح، وتعالي خطابات الثأر وإفناء الخصوم، لكنه يسهل عندما نجعله أداة وطنية، من شأنها أن تقطع الطريق أمام الخراب والإفلاس والانقسامات.. فالسلام يصنعه الحكماء والشجعان والجنوح للصلح مع الشقيق نصرٌ، وشجاعة تاريخية.