أطلقت الأمم المتحدة وشركاؤها هذا الشهر (فبراير) مناشدة بقيمة 189 مليون دولار من أجل تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2021 الهادفة الى تقديم المساعدة والحماية الضرورية لنحو451,000 شخص من الفئات الأكثر ضعفاً والمتضررين من النزاع وكوفيد-19 وتدهور الأوضاع الاقتصادية في ليبيا.
و حسب التقرير الذي استلمت (أصوات) نسخة منه، أوضحت منسق الشؤون الإنسانية في ليبيا “جورجيت غانيون” أن تصاعد الأزمة الليبية بين أبريل 2019 ويونيو 2020، تسببت في مقتل وجرح وتشريد عشرات الآلاف من الأشخاص، كما زادت جائحة كوفيد-19 في تدهور النظام الصحي الضعيف في البلد وفاقمت الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب أصلاً.
وقالت “غانيون”: “يواجه الليبيون وغير الليبيين ظروفاً معيشية متدهورة ومصاعب جمّة، فتأثير كوفيد-19 والانقطاع المتكرر للمياه والكهرباء ونظام الرعاية الصحية الهش والأزمة الاقتصادية المستمرة والصراع قد دفع بالكثيرين إلى حافة البقاء على قيد الحياة”.
لافتة إلى في الوقت الذي يتيح عام 2021 إمكانية حقيقية للسلام والاستقرار مع وقف دائم لإطلاق نار سارٍ ومصالحة سياسية جارية.
وفي حين أن وقف القتال سمح للعديد من النازحين داخلياً ببدء العودة إلى ديارهم، فقد تضررت أو دمرت العديد من الخدمات الأساسية في النزاع، كما أن التلوث الناجم عن أخطار المتفجرات، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بالمنازل في جنوب طرابلس تشكل عقبة خطيرة أمام عودتهم الآمنة، ومنذ يوليو 2020، عاد أكثر من 148,000 شخص إلى مجتمعاتهم الأصلية، بينما لا يزال أكثر من 278,000 شخص نازحين في ليبيا. ويشمل ذلك 40,000 من سكان تاورغاء الذين نزحوا منذ عام 2011.
وحذرت “غانيون” من مواجهة عديد المهاجرين واللاجئين في ليبيا لمخاطر جسيمة تتعلق بالحماية وانتهاكات لحقوقهم الإنسانية بقولها: “نحن أيضاً قلقون إزاء الظروف غير الإنسانية التي يعاني منها المهاجرون واللاجئون في ليبيا، إن تزايد الخسائر في الأرواح أثناء عبور البحرالأبيض المتوسط يسلط الضوء على يأسهم ويعزز حاجتنا الملحة لتقديم المساعدة مع دعم السلطات الليبية لإيجاد حلول مستدامة مع الشركاء الأفارقة والأوروبيين”.
و وصفت” غانيون” دعم المجتمع الدولي للمحتاجين في ليبيا (بالسخي جدا) العام الماضي، حيث ساهم بنسبة 90 % من التمويل المطلوب لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2020 ، وهي النسبة الأعلى في العالم، فقد مكّن الجهات الفاعلة الإنسانية من الوصول إلى 463,000 شخص في جميع أنحاء البلاد بمساعدة إنسانية، ومع تزايد الاحتياجات في عام 2021، تحتاج وكالات الإغاثة على وجه السرعة إلى المزيد من التمويل لاستكمال استجابة السلطات الليبية والمجتمع المدني.
وأضافت السيدة “غانيون”: “إن تقديم المساعدات الإنسانية عند الحاجة إليها في ليبيا يساعد الناس على الاحتفاظ بكرامتهم وحقوقهم الإنسانية، وبناء قدرتهم على الصمود بينما تُبذل الجهود لإعادة توحيد ليبيا وتحقيق الاستقرار في البلاد”.
مشيرة في عام 2021، تم توسيع خطة الاستجابة الإنسانية للتصدي للتحديات التي يواجهها الأشخاص الأكثر ضعفاً، لا سيما في ضوء تأثير كوفيد-19.
خطة الاستجابة الإنسانية 2020 خطة عمل محددة الأولويات، تحدد كيف يسعى 33 شريكاً في مجال العمل الإنساني إلى تقديم المساعدة في ليبيا، وتسعى إلى استكمال الجهود التي تقوم بها السلطات الليبية بالفعل.