النص الكامل لكلمة السراج في القمة الافريقية المنعقدة في اديس ابابا.

يتقدم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني “فائز السراج “عن بكامل تقديره العالي للرئيس “ساسو انغيسو” رئيس جمهورية الكونغو رئيس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الافريقي المعنية بليبيا وأعضاء اللجنة ومفوضية الاتحاد على التقرير الظافي الذي تقدم به والذي يعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه الاتحاد الافريقي بالتطورات التي تشهدها ليبيا في سبيل توطيد دعائم الامن والاستقرار والوصول الى تسوية مرضية لكل الاطراف.

واكد “السراج” في كلمته التي ألقاها وزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطني “محمد سيالة” أمام القمة الثلاثين للاتحاد الافريقي في اديس ابابا انه وبعد مرور عامين على توقيع الاتفاق السياسي الذي يظل الاطار الوحيد للعملية السياسية باعتراف المجتمع الدولي ورغم التحديات وقلة الامكانيات فان حكومة الوفاق الوطني لازالت تعمل بدون كلل من اجل حلحلة جميع المختنقات والصعوبات المتراكمة على كافة الاصعدة .

واشار “السراج “الى انه رغم كل هذه الصعوبات لايخفى على الجميع ان هناك العديد من التطورات الايجابية انجزت خاصة في الجانب الامني ومكافحة الارهاب وسيطرة حكومة الوفاق على مؤسسات الدولة رغم ان هناك بعض الالتزامات لم تنجز نتيجة استمرار الانقسام السياسي.

وجدد “السراج ” الدعوة الى جميع الفرقاء السياسيين في ليبيا الى تغليب المصالح الوطنية لوقف التدهور الذي وصلت اليه الاوضاع في ليبيا حيث ثبت انه لاحل عسكري للازمة وان الحل لن يكون الا من خلال الحوار السياسي الشامل .

واوضح ان مبعوث الامم المتحدة الى ليبيا “غسان سلامة” طرح في سبتمبر خطة للعمل من اجل ليبيا تنطوي على عدد من العناصر بما فيها تعديل الاتفاق السياسي وتنظيم ملتقى وطني واجراء انتخابات وجرى على ضوئها حوار سياسي بين مجلس النواب والمجلس الاعلى للدولة من خلال لجنتين مختصتين لكن لم تستطيعا الوصول الى نتائج ،مشيرا إلى ان ذلك دفع المجلس الى البدء في مشاورات لاجراء تعديل وزاري وتوسعة للحكومة من شأنها زيادة قاعدة المشاركة وتحسين الاداء خلال هذه الفترة حتى الوصول الى الاستحقاق الانتخابي .

واكد “السراج ” ان مفوضية الانتخابات في ليبيا في هذا الصدد اطلقت عملية لتحديث سجل الناخبين فاقت على اثره المشاركة كل التوقعات من الرجال والنساء تعدت المليوني مواطن وهي مؤشرات باعثة على الامل لاتمام هذا الاستحقاق بنجاح .

ودعا “السراج” في كلمته امام القمة الافريقية الى توحيد المؤسسة العسكرية والامنية وان تكون تحت سلطة مدنية ،مرحبا باللقاءات التي استضافتها مصر والتي جمعت قيادات عسكرية من الاطراف الليبية للوصول الى نتائج ومقترحات تبعد المؤسسة العسكرية عن الصراعات السياسية.

واشار “السراج ” الى ان ظاهرة الهجرة غير الشرعية مؤكدا ان ليبيا هي المتضرر الاكبر من تداعياتها وانها لازالت سباقة الى التنبيه لمخاطرها، مؤكدا ان ليبيا طرقت كل الابواب الاقليمية والدولية لطلب المساعدة والدعموالتنسيق والتعاون ودعت دول المصدر الى تأمين حدودها تجنبا لتدفق المهاجرين اليها .

وحول مايشاع على وجود انتهاكات ضد المهاجرين غير الشرعيين اكد السراج علىان حكومة الوفاق كلفت الجهات المعنية بالتحقيق الفوري وكشف الحقائق وملابساتها واطلاع الراي العام المحلي والدولي على ابعادها وجلب المسؤولين عنها امام العدالة .

واكد السراج ان ليبيا ترفض وتدين اي ممارسات من شانها الحط من كرامة الانسان او انتهاك حقوقه وفي اي مكان من العالم ،مشيرا الى قوات الامن التابعة لحكومة الوفاق قامت بالقبض على مجموعة من المجرمين الذين ظهروا في شريط مرئي على وسائل التواصل الاجتماعي وهم يقومون بتعذيب بعض
المهاجرين وتم تسليمهم للنائب العام تمهيدا لتقديمهم للعدالة للقصاص.

واوضح “السراج “ان حكومة الوفاق الوطني تسعى الى توفير الامن ودعم جهود المصالحة وراب الصدع والدعوة الى القاء السلاح وتعزيز قدرات الاجهزة الامنية ومواصلة محاربة الارهاب، داعيا في هذا الصدد إلى التعاون الامني والاستخباراتي بين دول الجوار للحيلولة دون تسرب عناصر داعش او تواصلهم مع المجموعات الارهابية، مترحما على الشهداء الذين سقطوا في بنغازي مؤخرا جراء الانفجار المزدوج .

وأشار “السراج ” إلى ان معالجة ملف المصالحة قد ظهر فيه تقدم ملحوظ مؤخرا بالتوقيع على اتفاق بين مدينتي مصراته وتاورغاء والبدء في تسوية العودة والتعويض للمتضررين بالاضافة الى مواصلة مواجهة ظاهرة الارهاب والتطرف العنيف والهجرة غير الشرعية وماسيها الانسانية ،مؤكدا انه لايمكن حل هذه المسالة ومواجهة اثارها الكارثية الا بجهد جماعي ومسؤولية تضامنية اقليمية ودولية مشتركة يشترك فيها دول المصدر والمقصد.

واختتم “السراج ” كلمته امام القمة الافريقية بالتاكيد على دعم جهود المبعوث الخاص إلى ليبيا غسان سلامة واللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الافريقي والمبعوث السامي للاتحاد الافريقي ودول الجوار لالتزامهم ودعمهم للجهود الرامية للوصول الى حل للازمة الليبية من خلال مسار الحوار السياسي كطريق وحيد لضمان مستقبل افضل يصبو اليه الشعب الليبي.

اترك ردا

لن يتم عرض بريدك الالكتروني.